حذرت من تغلغل المد الشيعي في السنغال وأكدت أن 10 سفارات لتل أبيب لا تكفي لامتلاك القارة
معاريف: إسرائيل وإيران تقتسمان غنائم إفريقيا.. ومصر تكتفي بشراء الشاي والماشية
لم تعد إفريقيا فناء خلفيا لمصر، وإنما شوكة في ظهرها، غرستها إسرائيل وإيران معا، بينما ظلت الدبلوماسية المصرية "نائمة في العسل"، وهي فترة استغلتها الدولتان بكل شراسة، ونجحتا في تعرية ظهورنا، وهو ما كشفه تقرير لصحيفة معاريف الإسرائيلية، أكدت فيه نجاح إسرائيل في العودة إلي أحضان إفريقيا، بعد سنوات من القطيعة، بهدف خنق مصر من الجنوب ومواجهة التغلغل الإيراني، الذي وصل إلي حد الخطر.
وأشار التقرير إلي استعداد الخارجية الإسرائيلية لافتتاح سفارتها الدائمة في العاصمة الغانية "أكرا"، مع بداية العام المقبل، لتكون السفارة العاشرة لها في قلب القارة الإفريقية، ولكن حذر التقرير من أن وجود 10 سفارات فقط في 47 دولة إفريقية، لا يرضي الطموح الإسرائيلي، نظرا لدخول إيران إلي الساحة الإفريقية مؤخرا، ونجاحها في افتتاح 23 سفارة دائمة لها هناك، ورغم ذلك تعتبر وزارة الخارجية الإسرائيلية فيما تحقق إنجازا كبيرا، ولو بشكل تدريجي، وتري أيضا ضرورة زيادة عدد السفارات لها هناك، رغم عدم قدرتها علي مجاراة إيران فيما تقدمه لأفريقيا، وهو ما أكده رئيس إدارة إفريقيا في الخارجية الإسرائيلية، جاك روفاح، الذي قال "إننا نريد تكرار أمجاد الستينيات، والمعروفة بالمرحلة الذهبية في علاقة إسرائيل بإفريقيا، ففي هذه الفترة صوتت معظم الدول الإفريقية لمصلحة إسرائيل داخل الأمم المتحدة، ولكن معظم هذه الدول تنتمي الآن لكتلة دول عدم الانحياز، وأصبحت معظمها تقف في الصف العربي".
ويؤكد المحلل الدبلوماسي شلومو أفيطال، الذي عمل سفيرا لإسرائيل في عدة دول إفريقية، أنه يتعين علي إسرائيل بذل المزيد من الجهد للعودة إلي إفريقيا بنفس القوة، لكنه أضاف "تقف أمامنا مشكلة كبري، وهي أن اتحاد دول إفريقيا، يميل إلي الدول الإسلامية في تصويته بالأمم المتحدة، وهو ما استغلته إيران جيدا، في الوقت الذي يتحدثون فيه داخل إسرائيل عن قلة الميزانية، ومن خلال خبرتي أؤكد أن الدول الإفريقية تحتاج إلي مساعدات بشكل دائم، سواء مساعدات مادية أو تقنية، وهو ما يرجح الكفة نحونا مستقبلا.
ويضيف الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، "يظل الإيرانيون هم المنافسون الحقيقيون لإسرائيل في إفريقيا، فهم يمتلكون المال بوفرة، ويقومون حاليا بتمويل مشروعات ضخمة هناك، مثل إنشاء محطات توليد القوي، وتشييد مجموعة من الفنادق، لذلك يتعين علي إسرائيل التواجد في المجالات التي تشتهر بها، مثل الزراعة وصناعة السلاح، المهم ألا تترك إفريقيا في أيدي الإيرانيين، ورغم وجود سفارة إسرائيلية في السنغال منذ فترة بعيدة، إلا أن بها تواجدا إيرانيا مكثفا، ففي الماضي كانت السنغال دولة علمانية، رغم أن معظم سكانها من المسلمين، إلا أن الإسلام الشيعي انتشر هناك بقوة، وأنفق الإيرانيون أموالا كبيرة، حتي تم عقد القمة الإسلامية هناك في العام الماضي".
وخلافا للسياسة الإسرائيلية الرسمية التي ابتعدت عن إفريقيا لفترة طويلة، إلا أن رجال الأعمال الإسرائيليين لم يهملوها للحظة، فتجارة السلاح التي يتزعمها "حازي بتسلال" و"عاميت سادية" ناجحة بشكل كبير منذ سنوات طويلة، بعيدا عن العلاقات الدبلوماسية، كما يسيطر رجال أعمال إسرائيليون علي الألماس الإفريقي في ناميبيا وسيراليون وأوغندا، حيث تمكن رجل أعمال إسرائيلي شهير يدعي "ليف لابيب"، من افتتاح مصنع لصقل الماس الخام في حفل حضره رئيس ناميبيا شخصيا، واطلقوا علي المستثمر الإسرائيلي اسم "مخلص ناميبيا ومنقذها"، ويمتلك "لابيب" وحده حصة كبيرة من حجم سوق تصدير الألماس في ناميبيا، والتي تصدر ألماساً بحوالي مليار دولار سنويا، وكذلك الحال في أنجولا وجنوب إفريقيا، كما يعمل مستثمر إسرائيلي آخر في قطاع الماس بالكونجو، هو "دان جرطلر"، الذي يتم استقباله استقبال الملوك هناك.
وفي المقابل، وقفت مصر موقف المتفرج، حسبما تؤكد "معاريف"، لتشاهد تقسيم الغنائم السياسية والمادية بين إسرائيل وإيران في إفريقيا، فرجال الأعمال المصريين لديهم قناعات محددة بأن القارة السمراء غير مستقرة سياسيا، ودائما ما تشهد حروبا ونزاعات إقليمية، وهو ما يثير مخاوف رجال الأعمال المصريين من توجيه استثماراتهم نحو إفريقيا، إلا أن هذا التخوف بناه رجال الأعمال وفقا لأحداث قديمة مازالت عالقة في أذهانهم هم وحدهم، خاصة بعد توقيع مجموعة من اتفاقيات التصالح لوقف النزاع، كما حدث في منطقة البحيرات العظمي "أوغندا ورواندا وبورندي والكونغو الديمقراطية"، ومن الناحية السياسية أصبح التوجه المصري لإفريقيا يحتاج إلي سفارة قوية، وهو ما دفع الخارجية المصرية لتقديم امتيازات كبيرة للسفراء المصريين هناك، مع وجود لجان متابعة دقيقة لمستوي العمل في الدول الإفريقية.
وفي الوقت الذي تقيم فيه إسرائيل مصانع لصقل الألماس الخام وتصديره، ينحصر التبادل التجاري بين مصر ودول مثل كينيا والسودان، في استيراد الشاي والماشية، ومبادلته بمواد غذائية أخري، مثل معلبات الفول المدمس والجبن الأبيض.
معاريف: إسرائيل وإيران تقتسمان غنائم إفريقيا.. ومصر تكتفي بشراء الشاي والماشية
لم تعد إفريقيا فناء خلفيا لمصر، وإنما شوكة في ظهرها، غرستها إسرائيل وإيران معا، بينما ظلت الدبلوماسية المصرية "نائمة في العسل"، وهي فترة استغلتها الدولتان بكل شراسة، ونجحتا في تعرية ظهورنا، وهو ما كشفه تقرير لصحيفة معاريف الإسرائيلية، أكدت فيه نجاح إسرائيل في العودة إلي أحضان إفريقيا، بعد سنوات من القطيعة، بهدف خنق مصر من الجنوب ومواجهة التغلغل الإيراني، الذي وصل إلي حد الخطر.
وأشار التقرير إلي استعداد الخارجية الإسرائيلية لافتتاح سفارتها الدائمة في العاصمة الغانية "أكرا"، مع بداية العام المقبل، لتكون السفارة العاشرة لها في قلب القارة الإفريقية، ولكن حذر التقرير من أن وجود 10 سفارات فقط في 47 دولة إفريقية، لا يرضي الطموح الإسرائيلي، نظرا لدخول إيران إلي الساحة الإفريقية مؤخرا، ونجاحها في افتتاح 23 سفارة دائمة لها هناك، ورغم ذلك تعتبر وزارة الخارجية الإسرائيلية فيما تحقق إنجازا كبيرا، ولو بشكل تدريجي، وتري أيضا ضرورة زيادة عدد السفارات لها هناك، رغم عدم قدرتها علي مجاراة إيران فيما تقدمه لأفريقيا، وهو ما أكده رئيس إدارة إفريقيا في الخارجية الإسرائيلية، جاك روفاح، الذي قال "إننا نريد تكرار أمجاد الستينيات، والمعروفة بالمرحلة الذهبية في علاقة إسرائيل بإفريقيا، ففي هذه الفترة صوتت معظم الدول الإفريقية لمصلحة إسرائيل داخل الأمم المتحدة، ولكن معظم هذه الدول تنتمي الآن لكتلة دول عدم الانحياز، وأصبحت معظمها تقف في الصف العربي".
ويؤكد المحلل الدبلوماسي شلومو أفيطال، الذي عمل سفيرا لإسرائيل في عدة دول إفريقية، أنه يتعين علي إسرائيل بذل المزيد من الجهد للعودة إلي إفريقيا بنفس القوة، لكنه أضاف "تقف أمامنا مشكلة كبري، وهي أن اتحاد دول إفريقيا، يميل إلي الدول الإسلامية في تصويته بالأمم المتحدة، وهو ما استغلته إيران جيدا، في الوقت الذي يتحدثون فيه داخل إسرائيل عن قلة الميزانية، ومن خلال خبرتي أؤكد أن الدول الإفريقية تحتاج إلي مساعدات بشكل دائم، سواء مساعدات مادية أو تقنية، وهو ما يرجح الكفة نحونا مستقبلا.
ويضيف الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، "يظل الإيرانيون هم المنافسون الحقيقيون لإسرائيل في إفريقيا، فهم يمتلكون المال بوفرة، ويقومون حاليا بتمويل مشروعات ضخمة هناك، مثل إنشاء محطات توليد القوي، وتشييد مجموعة من الفنادق، لذلك يتعين علي إسرائيل التواجد في المجالات التي تشتهر بها، مثل الزراعة وصناعة السلاح، المهم ألا تترك إفريقيا في أيدي الإيرانيين، ورغم وجود سفارة إسرائيلية في السنغال منذ فترة بعيدة، إلا أن بها تواجدا إيرانيا مكثفا، ففي الماضي كانت السنغال دولة علمانية، رغم أن معظم سكانها من المسلمين، إلا أن الإسلام الشيعي انتشر هناك بقوة، وأنفق الإيرانيون أموالا كبيرة، حتي تم عقد القمة الإسلامية هناك في العام الماضي".
وخلافا للسياسة الإسرائيلية الرسمية التي ابتعدت عن إفريقيا لفترة طويلة، إلا أن رجال الأعمال الإسرائيليين لم يهملوها للحظة، فتجارة السلاح التي يتزعمها "حازي بتسلال" و"عاميت سادية" ناجحة بشكل كبير منذ سنوات طويلة، بعيدا عن العلاقات الدبلوماسية، كما يسيطر رجال أعمال إسرائيليون علي الألماس الإفريقي في ناميبيا وسيراليون وأوغندا، حيث تمكن رجل أعمال إسرائيلي شهير يدعي "ليف لابيب"، من افتتاح مصنع لصقل الماس الخام في حفل حضره رئيس ناميبيا شخصيا، واطلقوا علي المستثمر الإسرائيلي اسم "مخلص ناميبيا ومنقذها"، ويمتلك "لابيب" وحده حصة كبيرة من حجم سوق تصدير الألماس في ناميبيا، والتي تصدر ألماساً بحوالي مليار دولار سنويا، وكذلك الحال في أنجولا وجنوب إفريقيا، كما يعمل مستثمر إسرائيلي آخر في قطاع الماس بالكونجو، هو "دان جرطلر"، الذي يتم استقباله استقبال الملوك هناك.
وفي المقابل، وقفت مصر موقف المتفرج، حسبما تؤكد "معاريف"، لتشاهد تقسيم الغنائم السياسية والمادية بين إسرائيل وإيران في إفريقيا، فرجال الأعمال المصريين لديهم قناعات محددة بأن القارة السمراء غير مستقرة سياسيا، ودائما ما تشهد حروبا ونزاعات إقليمية، وهو ما يثير مخاوف رجال الأعمال المصريين من توجيه استثماراتهم نحو إفريقيا، إلا أن هذا التخوف بناه رجال الأعمال وفقا لأحداث قديمة مازالت عالقة في أذهانهم هم وحدهم، خاصة بعد توقيع مجموعة من اتفاقيات التصالح لوقف النزاع، كما حدث في منطقة البحيرات العظمي "أوغندا ورواندا وبورندي والكونغو الديمقراطية"، ومن الناحية السياسية أصبح التوجه المصري لإفريقيا يحتاج إلي سفارة قوية، وهو ما دفع الخارجية المصرية لتقديم امتيازات كبيرة للسفراء المصريين هناك، مع وجود لجان متابعة دقيقة لمستوي العمل في الدول الإفريقية.
وفي الوقت الذي تقيم فيه إسرائيل مصانع لصقل الألماس الخام وتصديره، ينحصر التبادل التجاري بين مصر ودول مثل كينيا والسودان، في استيراد الشاي والماشية، ومبادلته بمواد غذائية أخري، مثل معلبات الفول المدمس والجبن الأبيض.
5 ديسمبر 2010 في 8:34 ص
اهم حاجه الشعب المصرى يتكيف بالشاى
إرسال تعليق