قتل خمسة وثلاثون شخصاً وأصيب مئة وثلاثون آخرون بجروح في انفجار في مطار دوموديدوفو الدولي أكثر مطارات العاصمة الروسية موسكو ازدحاماً.
وذكرت وكالات الأنباء الروسية أن تفجيرا انتحاريا استهدف صالة وصول الرحلات الدولية في المطار.
ولم تعلن أية جهة حتى الآن المسؤولية عن الانفجار الذي وقع في المنطقة التي يتلقى فيها المسافرون امتعتهم عقب نهاية الرحلة.
وفي اول رد فعل رسمي على الحادث، قال الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف إن من يقفون خلف هذا العمل "الإرهابي"الهجومالحادث سيتم الوصول إليهم ومعاقبتهم.
وقد أرجأ ميدفيديف رحلته التي كانت مقررة إلى سويسرا لحضور أعمال منتدى دافوس وأصدر أوامر بتطبيق نظام أمني خاص في كل شبكة المواصلات في البلاد.
واكد الرئيس الروسي أنه تم تشكيل لجنة تحقيق لكشف الملابسات التي أدت للهجوم ومدى الالتزام بتطبيق الإجراءات الأمنية في ضوء التعديلات التشريعية التي أقرت مؤخرا.
أحد الجرحى
الهجوم وقع في أحد أهم مطارات موسكو
وأشار إلى وجود ثغرات أمنية يجب الكشف عن طبيعتها، ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية جوردون كوريرا إن أصابع الاتهام قد توجه على الفور إلى الجماعات المسلحة في القوقاز بتدبير الهجوم.
من جهة أخرى قال متحدث باسم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إنه لا توجد حكومة يمكنها حماية كل مواطنيها من هجمات كهذه في جميع الأوقات.
وأضاف المتحدث ديمتري بيسكوف في تصريح لبي بي سي أن الحكومة تتخذ كل الإجراءات الضرورة لحماية المواطنين" لكن بسبب طبيعة الإرهاب لايمكن لأي دولة في العالم أن تكون بمأمن بنسبة 100% من هجماته".
وقد توالت ردود الفعل المنددة بالهجوم من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئاسة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ورئاسة الحكومة البريطانية.
فقد أدان الرئيس الأمريكي ما وصفه "بالعمل الإرهابي المثير للاستنكار"، بينما أرسل حلف الناتو رسالة تضامن إلى الحكومة الروسية.
ودعا رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي إلى معاقبة المسؤولين عن الهجوم، كما بعث وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج بتعازيه الى الحكومة الروسية بينما أجرى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسي.
تحقيقات
ووصف المحققون الحادث بأنه "عمل إرهابي"، كما وصف أحد شهود العيان موقع الانفجار بأنه "مذبحة" في حديث للإذاعة الروسية.
وقال شاهد عيان آخر يدعى اندريه كان يقف بالقرب من مكتب الاستعلامات في المطار إن "الضحايا المحترقين يركضون في المكان".
واضاف في اتصال مع احدى الاذاعات المحلية "شىء مرعب يحدث هنا، عشرات الناس يسحبون على نقالات".
وقال شاهد عيان آخر إن المفجر الانتحاري صرخ "سأقتلكم" قبل أن يفجر نفسه.
وذكر شاهد عيان آخر أن بعض القتلي كانوا من سائقي سيارات الأجرة الذين اصطفي بانتظار استلام المسافرين حقائبهم.
وقالت هيئة التحقيقات الروسية في بيان إن تحقيقا جنائيا قد فتح بشأن "عمل إرهابي".وفور وقوع الحادث شددت قوات الشرطة الروسية من اجراءاتها الامنية في المدينة.
وقد وضعت الشرطة في حالة تأهب بعد الهجوم الانتحاري كما فرضت رقابة مشددة في محطات قطارات الأنفاق وجميع مطارات العاصمة.
وقال مراسل بي بي بي سي في موسكو هاني شادي إن المطار أصبح مؤخرا أهم مطارات العاصمة الروسية حيث تقلع منه وتصل إليه معظم الرحلات الدولية.
وأضاف مراسلنا أن المطار يخضع عادة لإجراءات أمنية مشددة.وقد هرعت سيارات الإسعاف من أنحاء العاصمة الروسية باتجاه المطار بحسب ما ذكر شهود عيان.
وقد تم إغلاق المطار تماما إثر الهجوم وتحويل كل الرحلات القادمة إلى مطار آخر في موسكو.
يذكر أن 90 شخصا لقوا حتفهم في رحلتين اقلعتا من مطار دوموديدوفو عام 2004، عندما استطاع انتحاريان شراء تذكرتين بصورة غير قانونية من المطار وفجرا نفسيهما في الجو.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2009 اعلن المتمردون الشيشان مسؤوليتهم عن تفجير قطار سريع بين موسكو وسينت بطرسبيرج مما ادى إلى مقتل 26 شخصا.
وفي مارس الماضي لقي 39 شخصا حتفهم وجرح أكثر من 60 في انفجارين متزامنين في موسكو.
سواح ايجى
إرسال تعليق