بعد نجاح الثورة المصرية في إسقاط الرئيس مبارك، انتقلت شرارة الغضب سريعاً إلى الشقيقة الخضراء لتشهد ثالث الدول العربية في قطار التغيير حمامات من الدماء مستمرة لليوم الثامن على التوالي .
وبدت اعتداءات القذافي ضد شعبه أعنف بكثير من اعتداءات مبارك وبن علي، ربما لأنه الرئيس الأقدم في المنطقة حيث يغدو على عامه الثالث والأربعين فوق العرش الليبي.
وتجذب الثورة الليبية الرأي العام المصري بشكلٍ كبير، ليس فقط لكونها ثورة عربية شقيقة تطل على الحدود الغربية من مصر، ولكن أيضاً لوجود أكثر من مليون ونصف مصري بالأراضي الليبية، وقد تعرضوا لخطرٍ كبير خاصة بعد تصريحات سيف الإسلام القذافي بأنهم من أشعلوا نيران الثورة ودفعوا الليبيين للقيام بها.
ومنذ يومين قالت صحيفة العرب القطرية أن الجيش المصري قد يتدخل في ليبيا عسكريا لحماية المصريين هناك ، والسؤال ...هل يتدخل الجيش فعلا وما هي حدود هذا التدخل ؟ .
ومن جانبه وصف اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجي ما يقوم نظام القذافي يعد جريمة حرب لابد من عقابه عليه.
وأرجع سويلم هذه الاعتداءات الجنونية إلى غطرسة حاكم دكتاتور يفتقد الحد الأدنى من الحكمة، ويؤكد من خلالها أن شعبه لا يمثل له أي قيمة، خاصة إذا ما تعارض مع كرسي الحكم الذي يجلس عليه منذ 42 عاماً فأصبح الأمر بالنسبة له معركة النهاية؛ إما الحياة أو الموت.
وحول إمكانية تدخل القوات المسلحة المصرية إذا ما استمرت هذه المجازر استبعد سويلم الأمر تماماً مؤكداً أن دور الجيش المصري ينتهي عند تأمين الحدود المصرية ودعوة أبنائه للعودة إلى مصر سواء براً أو جواً.
من جانبه قال محمد الجوادي، خبير الأمن القومي، أن الجيش المصري قام بتحريك وحدات على الحدود الغربية وأعد مستشفيات ميدانية ووسائل إعاشة ونقل، نافياً إمكانية التدخل العسكري حيث سيصبح ذلك توريطاً للجيش المصري مع دولة شقيقة، وسينظر الجميع لمصر على أنها ''عدو''.
كما أشار الجوادي إلى أن الوضع الداخلي في مصر لا يسمح بأي تدخل عسكري خارجي، خاصة مع تحمل القوات المسلحة المصرية مسئولية إدارة شئون البلاد.
وحول تصريحات سيف الإسلام نجل الرئيس الليبي، قال الجوادي أنها تصريحات غير مسئولة ووصفها بـ''الوضيعة''، مؤكداً أن النظام الليبي الحاكم مصاب بالجنون ويفتقد أي مقدار من الأخلاق، وهو ما ظهر في استخدامه لقوات الجيش من أجل قمع شعبه الأمر الذي يشكل خطراً جم على مستقبل هذا البلد الشقيق، كما تزويد قواته بمرتزقة وبلطجية أفارقة ليتصدوا لأبناء أرضه.
من جانبه أدان ائتلاف القوى الوطنية المصرية ما يقوم به العقيد معمر القذافي في حق شعبه، واصفاً اعتداءاته بـ''الجرائم الجنونية''، كما أدان الائتلاف تصريحات سيف الإسلام وحمّله مسئولية أي مصري يتعرض للخطر في الأراضي الليبية.
وعلى صعيد آخر، طالب ائتلاف القوى الوطنية، الجيش المصري بالإسراع في عملية نقل المصريين وإجلائهم من ليبيا، كما طالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بضرورة الضغط على المسئولين الليبيين من أجل حماية المصريين هناك، وتحميله للنظام الليبي أية اعتداءات يتعرض لها مواطن مصري
سواح ايجى
إرسال تعليق