ذكرت مجلة "جلوبال بوست" فى مقال تحليلى لتشارلز سينوت، مؤسس مشارك فى الجريدة، أن ثورة المصريين السلمية والتى تمكنت من الإطاحة بنظام الرئيس مبارك أثبتت خطأ أيديولوجيات أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، التى تنادى بالنضال العنيف أو الجهاد ضد الولايات المتحدة والأنظمة الفاسدة التى تؤيدها فى العالم الإسلامى، بل ونجحت فى دحض أفكار الرجل الثانى فى التنظيم، أيمن الظواهرى المتعلقة بـ"تكفير" أى شخص حتى وإن كان مسلماً، رفض المشاركة فى المحاولات العنيفة للتعامل مع "مرتد" مثل مبارك.
وقالت المجلة الأمريكية، إن الظواهرى برر بهذه الإيديولوجية هجمات القاعدة والعمليات الانتحارية فى العراق وأفغانستان ومصر، والتى أسفرت عن مقتل الكثير من الأبرياء سواء المسلمين أو الغربيين. ولكن على ما يبدو تمكن المصريون من المحاربة لإثبات أن هناك طريقة أفضل من ذلك، تكمن فى الحركات الإسلامية المعتدلة، مثل جماعة الإخوان المسلمين.
ومضت المجلة تقول إن الولايات المتحدة لديها فرصة كبيرة الآن فى العالم الإسلامى، فاللحظة التاريخية التى تتكشف تفصيلها الآن فى الشرق الأوسط تفتح المجال للسياسة الأمريكية الخارجية لتأييد المتظاهرين والديمقراطية الوليدة. ورأت أن الوقت حان لأن تعيد تقييم علاقاتها مع الجماعة الإسلامية، التى لم يكن لها دور قيادى فى مظاهرات "الغضب"، وإنما لعبت دوراً هاماً فى إظهار الدعم وعدم سرقة الثورة من الشباب المثالى الذى تمكن من شنها من خلال الشبكات الاجتماعية.
وقالت "جلوبال بوست"، إن العالم الإسلامى يرى حاليا السياسة الأمريكية الخارجية كسياسة "منافقة"، فهى من ناحية شجعت المظاهرات فى إيران، ومن ناحية أخرى تحفظت بشأن المظاهرات فى البحرين؟. الإجابة السريعة لهذا التساؤل هى لأن إيران عدو لا يمكن التنبؤ بأفعاله، ويرغب فى تطوير قدراته النووية، بينما تمثل البحرين حليفاً إستراتيجياً بارزاً، فضلاً عن أنها تأوى قاعدة أمريكية عسكرية على أراضيها.
ولكن ما يجب أن تعلمه الولايات المتحدة الآن، تضيف المجلة، أن "الشارع العربى" الذى تمكن من إسقاط نظامين فاسدين كانا حليفين لواشنطن لن يتسامح مجدداً مع ازدواجية المعايير، لذا يتعين على الأخيرة أخذ مطالب "الشارع" فى الاعتبار حتى وإن تنافى ذلك مع معتقداتها. وقالت إن الولايات المتحدة مدينة للشعب المصرى بإظهار الشجاعة الكافية لمواجهة نفاق سياسيتها الخارجية فى الشرق الأوسط
سواح ايجى
إرسال تعليق