أعرب الأردن اليوم، الأحد، عن أسفه لاستخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" فى مجلس الأمن ضد مشروع القرار العربى الذى يدين الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، معتبرا أن من شأن هذا الموقف أن "يرسل رسالة سلبية فيما يخص مصداقية الولايات المتحدة إزاء عملية السلام".
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن وزير الخارجية ناصر جودة قوله إن "استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض، وبالتالى عدم اعتماد مشروع القرار العربى الذى تبناه عدد كبير من المجموعات الإقليمية الأخرى وعدد كبير من الدول الأعضاء فى منظمة الأمم المتحدة هو موقف مؤسف كون الولايات المتحدة الأمريكية تعلن باستمرار استمرار الاستيطان الإسرائيلى غير الشرعى".
وأضاف أن "تصويت أربع عشرة دولة لصالح مشروع القرار يظهر بجلاء أن المجتمع الدولى يعيد التأكيد مرة آخرى، ودون أى لبس بأن الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وفى القلب منها القدس الشرقية غير شرعى وغير قانونى، ويقوض فرص تحقيق حل الدولتين، مثلما يقوض مساعى إحلال السلام الشامل فى المنطقة".
وأوضح جودة أن "عدم اعتماد مشروع القرار من شأنه أن يزيد من تصلب مواقف الحكومة الإسرائيلية ويشجعها على إطلاق العنان أكثر لإجراءاتها أحادية الجانب المحمومة وعلى رأسها الاستيطان"، مشيرا إلى أن هذا الأمر "سيضع عراقيل كبيرة أمام جهود إنجاز حل الدولتين وتحقيق السلام الشامل طبقا للمرجعيات الدولية المعتمدة ومبادرة السلام العربية، كما أن من شأن هذا الموقف أن يرسل رسالة سلبية فيما يخص مصداقية الولايات المتحدة إزاء عملية السلام".
وأكد على "الضرورة الملحة الآن وأكثر من أى وقت مضى لقيام الولايات المتحدة الأمريكية بتصحيح هذا الموقف، والعمل الجاد مع الأطراف المعنية بشكل مباشر من خلال اللجنة الرباعية الدولية والأطر الدولية عبر اتخاذ خطوات جادة وسريعة وملموسة وواضحة ومقيدة بإطار زمنى محدد، وقواعد مرجعية واضحة ترتكز على كل مرجعيات عملية السلام بما فيها مبادرة السلام العربية بكل عناصرها لإنجاز حل الدولتين وإحلال السلام الشامل والدائم".
وأشار إلى أن "عواقب أى تأخير أو تباطؤ ستكون وخيمة على المنطقة والعالم بأسره، خصوصا فى ظل استمرار الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب، وعلى رأسها الاستيطان والتى يجب أن تتوقف فورا".
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) الجمعة الماضى فى مجلس الأمن الدولى ضد مشروع القرار الذى قدمته المجموعة العربية. وصوتت دول مجلس الأمن الـ14 الأخرى لصالح مشروع القرار.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس بعيد عملية التصويت أن القرار كان يمكن فى حال تبنيه أن "يشجع الأطراف على البقاء خارج المفاوضات"، مشيرة فى الوقت نفسه إلى أن الاستيطان يقضى على "الثقة بين الطرفين" ويهدد "إمكانات السلام".
وأعيد إطلاق مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين فى سبتمبر الماضى، لكنها سرعان ما علقت مع انتهاء مفعول قرار إسرائيلى بتجميد البناء الاستيطانى جزئيا فى الضفة الغربية.
وأعلنت القيادة الفلسطينية أن الفيتو الأمريكى "يشجع إسرائيل على الاستمرار فى الاستيطان"، مشيرة إلى أنها ستعيد النظر فى عملية المفاوضات مع إسرائيل
سواح ايجى
إرسال تعليق