على الرغم من أن الشهب الساقطة كانت تعرف منذ أزمنة بعيدة، فإن هذه الظاهرة لم تعتبر ظاهرة فلكية إلا في أوائل القرن التاسع عشر.
وقبل ذلك، كانت تتم رؤيتها في الغرب على أنها ظاهرة تحدث في الغلاف الجوي مثل البرق وأنها غير مرتبطة على الإطلاق بأية قصص غريبة كالصخور المتساقطة من السماء.
ولقد كتب توماس جيفرسون قائلاً: "لقد بدأت أعتقد بشكل أكثر سهولة أن الأستاذ يانكي سوف يزعم أن هذه الأحجار تسقط من السماء".
وهو هنا يشير إلى البحث الذي أجراه بنيامين سيليمان وهو أحد أساتذة الكيمياء في جامعة يال، على الشهاب الذي وقع في مدينة وينستون عام 1807 بولاية كونيكتيكات.
فلقد اعتقد سيليمان أن الشهب ظاهرة لها أصل كوني،
إلا أن دراسة الشهب لم تجذب انتباه علماء الفلك حتى ظهور عاصفة الشهب الهائلة في نوفمبر 1833.
ففي ذلك الوقت، شاهد جميع الأشخاص في شرق الولايات المتحدة الأمريكية آلاف الشهب التي كانت تنطلق من نقطة واحدة في السماء.
ولقد لاحظ المراقبون الأذكياء أن نقطة تلاقي النيازك، وذلك كما يتم تسميتها الآن، تتحرك مع مجموعة النجوم المكونة لبرج الأسد.
لقد قام عالم الفلك Denison Olmsted بعمل دراسة موسعة على هذه العاصفة،
وقد خلص من هذه الدراسة إلى أن هذه الظاهرة لها أصل كوني.
كما أن العالم Heinrich Wilhelm Matthias Olbers قد توقع تكرار هذه العاصفة مرة أخرى في عام 1876 وذلك بعد مراجعة السجلات التاريخية،
الأمر الذي جذب انتباه علماء الفلك الآخرين.
ولكن العمل التاريخي الذي قام به العالم Hubert A.Newton
والذي اتصف بأنه أكثر شمولية، قد أدى إلى تعديل التنبؤ السابق ليصبح في عام 1866،
الأمر الذي ثبتت صحته بعد ذلك. ونجد أنه بعد النجاح الذي حققه Giovanni Schiaparelli في الربط بين الأسديات (وفقًا للاسم المستخدم الآن) ومذنب تمبل تتل (Tempel-Tuttle)،
أصبح وجود أصل كوني للشهب من الأمور المؤكدة والمثبتة الآن.
ولكن لا تزال هذه الشهب والنيازك مجرد ظاهرة جوية، حتى أن كلمة شهاب في اللغة الإنجليزية تعني "meteor" وهي كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية التي تعني بالإنجليزية "atmospheric".
مع تحياتى
محمد عطيه
إرسال تعليق