نمر كثيرا بالرقم 40، فهل يسعنا هذا المرور مثلا دون إمعان النظر في هذه المفارقات الكامنة في:
* أربعين الميت ؟
* أربعين الصوم ؟
* أربعين النفساء بعد الولادة ؟
* أربعينية الشتاء والصيف البيئيُّة ؟
* أربعينية النضج وسنّ اليأس ؟
* عاشر القوم أربعين يوماً ؟
* أربعين الشبه في الخلق ؟
* أربعين التنزيل ؟
* أربعين الحروب منذ داحس والغبراء من حيث الأمد الزمني ؟
* أربعين صحراء التيه وضنكها التاريخي المغذِّي للقلق المدمِّر والانتحاري وانعكاسه على الذات والآخر ؟
* أربعين أعمار الدول وعلاقتها بأعمار الأشخاص بمفهوم ابن خلدون ؟ توصّلا إلى الفيتاغورية وفلسفة العدد عند أخوان الصّفاء والبيروني .
سنحاول شرح بعض الأمثلة للعدد 40 ولكن بإيجاز ، ونترك الاستنتاجات لكم، أيضاً سنذكر بعض الأمثلة من القرآن والسنة والأمثال وغيره .
* تيه بني إسرائيل 40 سنة :
معلوم أن تيه بني إسرائيل إستمر (40) سنة، وقد تعرض القرآن الكريم لهذا الموضوع ، فرسم صورة القرار الإلهي الذي تلقاه موسى عليه السلام بحق أولئك البشر وبأنهم سيتيهون (40) سنة .
(قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْض)
(المائدة: من الآية26) (40حرفا)
لذلك نرى أن واحدات التصوير القرآني ، متطابقة تماما مع الواحدات الزمنية لهذه المسألة .
* ولنأخذ مثالا آخر :
إن مسألة المن والسلوى التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على بني إسرائيل وعلى مدار (40) سنة، هي حقيقة موجودة في كتبهم، والقرآن الكريم عندما يخاطبهم ويذكرهم بهذه المسألة، نجده يرسم هذه الصورة بواحدات تصوير متطابقة تماما مع الواحدات الزمنية لهذه المسألة، وبشكل إعجازي يثبت لهم صدق القرآن الكريم .
(وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى )
(البقرة: من الآية57) (40 حرفا)
ونرى أيضا أن هذه الصورة ترتبط مع صورة أخرى ارتباطا تاما ، بالإضافة إلى ارتباط كل منهما بالفترة الزمنية لهذه المسألة :
( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى) (طه: من الآية80)
(كُلُوا مِنْ طَيِّبَتِ مَا رَزَقْنَكُمْ) (طه: من الآية81) (40 حرفا)
إن قصة الأربعين يوما التي أعطاها يونس عليه السلام لقومه مهلة حتى يؤمنوا، هي قصة معروفة ، وعندما يصور القرآن هذه المسألة، مسلطا الضوء على مركزها، تكون واحدات التصوير التي ترسم هذه الصورة ، متطابقة تماما مع الواحدات الزمنية لتلك الفترة . فقد آمنوا على مدار (40) يوما، وهذا الإيمان هو سبب كشف عذاب الخزي عنهم في الحياة الدنيا:
( لَمَّا ءامَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا)
(يونس: من الآية98) (40 حرفا) .
نتمنى أن تنول اعجابكم
الاستاذ
إرسال تعليق