وافق حلف شمال الاطلسي علي تولي قيادة عملية فرض منطقة حظر الطيران فوق ليبيا وقال أندرس فوج راسموسن الأمين العام للحلف ان الناتو لن يكون مسئولا عن قصف القوات البرية لمنع الهجمات علي المدنيين.
وقال راسموسن إن الناتو سيتسلم قيادة تنفيذ منطقة حظر الطيران في الأيام المقبلة من الولايات المتحدة التي تقود العمل العسكري الذي تم شنه السبت الماضي لمنع نظام الزعيم الليبي معمر القذافي من قتل معارضيه من المدنيين والعسكريين علي السواء.
وبعد اعلان الناتو قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن بلادها تعمل علي الانتقال إلي القيام بدور داعم في العمل العسكري الدولي علي ليبيا وتسليم مسئولية القيادة إلي حلف شمال الأطلسي.
كما رحبت الحكومة البريطانية بقرار الناتو الاضطلاع بمهام القيادة والسيطرة علي منطقة حظر الطيران فوق ليبيا بوصفه خطوة كبيرة الي الامام بالنسبة للمهمة الدولية
وأشاد متحدث باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أيضا باسهام دولة الإمارات العربية المتحدة باثنتي عشرة طائرة الامر الذي يوضح الدور العربي الحقيقي والملموس في العملية.
كانت الامارات قد أعلنت عزمها المشاركة في الدوريات الدولية المكلفة بتنفيذ منطقة حظر الطيران فوق ليبيا وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. وزير الخارجية الإماراتي. إن مشاركة الإمارات الفاعلة في عملية الإغاثة الإنسانية للشعب الليبي مستمرة علي أكثر من صعيد .
جاء ذلك في الوقت الذي واصلت فيه قوات التحالف الدولي ولليوم السادس علي التوالي موجات القصف الجوي الذي تنفذه علي مختلف مناطق العاصمة الليبية طرابلس وضواحيها حيث سمعت أصوات انفجارات هائلة خاصة في الضاحية الجنوبية للعاصمة.
وقال متحدث عسكري ليبي إن قوات التحالف الغربي واصلت قصف العديد من المواقع المدنية والعسكرية في الضاحية الجنوبية للعاصمة لطرابلس ولم يتسن علي الفور تقدير حجم الخسائر الناجمة عن القصف .
وكانت مصادر ليبية تابعة للزعيم الليبي معمر القذافي قالت إن منطقة تاجوراء تعرضت لسلسلة من الغارات أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا وإصابة العشرات من الذين نقلوا إلي مستشفي تاجوراء ومستشفي طرابلس المركزي.
وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية. موسي إبراهيم انه حصل علي معلومات استخبارية تفيد بأن مبني الإذاعة والتلفزيون الليبي قد يتعرض للغارات الجوية الغربية. مؤكدا أن الحكومة الليبية أعدت برنامجا لمواصلة الإذاعة والنشر داخل الجماهيرية.
وتأتي سلسلة الغارات الجوية لقوات التحالف في أطار عملية "فجر أوديسا" العسكرية الدولية من قبل فرنسا وأمريكا وبريطانيا بعد أن تبني مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1973 بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا واتخاذ "جميع الإجراءات الضرورية" لحماية المدنيين الليبيين.
وأكد قادة الاتحاد الأوروبي مجددا التزامهم بحماية المدنيين الليبيين. كما جددوا دعوتهم للزعيم الليبي معمر القذافي بالتنحي وجاء في مسودة بيان لقمة بروكسل أن الاتحاد الأوروبي إلي جانب جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي سيعززون جهودهم لإيجاد حل للأزمة يلبي المطالب المشروعة للشعب الليبي.
كانت وثائق قد اظهرت أنه من المقرر أن تدعو قمة الاتحاد الأوروبي إلي فرض حظر أممي علي صناعة النفط والغاز في ليبيا وجاء في مسودة بيان قمة الاتحاد الأوروبي أن التكتل مستعد للمبادرة بعقوبات إضافية وتبنيها. بما في ذلك تدابير لضمان عدم وصول عوائد النفط والغاز إلي نظام القذافي.
وكان الاتحاد الأوروبي قد جمد بالفعل حسابات الزعيم الليبي معمر القذافي وأعوانه وفرض حظر سفر عليهم. كما جمد أصول الشركات النفطية وصناديق الثروة السيادية التي تمول نظامه.
لجنة تحكيم
في الوقت نفسه. أعلن دبلوماسي فرنسي عن التوصل إلي اتفاق بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا علي إنشاء لجنة تحكيم سياسية بشأن الاوضاع في ليبيا .
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن الدبلوماسي الفرنسي إن اللجنة ستضم كافة الدول المساهمة في العملية العسكرية ضد نظام العقيد معمر القذافي. وستوكل إليها مهمة تحديد القرارات السياسية في ليبيا.
في الوقت نفسه. كشفت صحيفة "إيزفستيا" الروسية أن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني قرر أن يقود جهودَ وساطة مع العقيد معمر القذافي لوضع حد للأزمة الليبية يتلخص في إقناع القذافي بمغادرة ليبيا.
وقالت الصحيفة أنه من المقرر أن ينسق بيرلوسكوني جهوده. مع جهات تحظي بثقة القذافي في مقدمتها تركيا وروسيا والجامعةُ العربية.
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن معمر القذافي فقد شرعيته كزعيم لليبيا بسبب استخدام القوة العسكرية ضد شعبه و أن العملية العسكرية في ليبيا التي تدعمها الأمم المتحدة أثبتت فعاليتها في حماية المدنيين.
وأشار بان كي مون إلي أن الهدف الأساسي للعملية العسكرية هو حماية المدنيين في ليبيا ولكنها لا تهدف إلي تغيير النظام أو استهداف العقيد القذافي أو أي شخص آخر وأوضح أن هذه العملية حالت دون وقوع المزيد من أعمال القمع.
فرار الزاوي
وفي تونس كشف مصدر أمني أن عددا من المسئولين الليبيين الكبار يتقدمهم محمد أبو القاسم الزاوي أمين مؤتمر الشعب العام "البرلمان" وصلوا قبل يومين سرا إلي تونس للسفر منها جوا إلي الخارج بعد أن تعذر عليهم ذلك انطلاقا من ليبيا بسبب الحظر الجوي.
وذكر المصدر . الذي طلب عدم نشر اسمه . أن وفدا يضمّ حوالي 15 مسئولا من بينهم ايضا رفيق محمد الزاوي مستشار المكتب الشعبي للجماهيرية بلندن وأحمد أبو بكر صالح النسلاتي مستشار المكتب الشعبي للجماهيرية بواشنطن وعبد العاطي إبراهيم العبيدي أمين الشئون الأوروبية دخلوا تونس عبر بوابة رأس الجدير الحدودية المشتركة.
قال مصدر مقرب من رئيس وزراء الحكومة الإنتقالية في تونس بيجي إيسيبسي إن تونس قامت بتجميد أرصدة قائد الثورة الليبية العقيد "معمر القذافي" في بنوكها مشيرا إلي ان تونس تعمل وفقا لقرارات منظمة الأمم المتحدة.
من ناحية أخري. أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن التدخل العسكري في ليبيا جنب آلاف الأشخاص القتل وأن هذه العملية يمكن أن تتوقف في حال ما إذا دخلت القوات الموالية للقذافي ثكناتها رافضا تحديد موعد لانهاء العملية.
وأوضح الرئيس الفرنسي أن بلاده تساند الشعب الليبي طالما يقع تحت طائلة تهديد من قبل الطائرات والدبابات مشيرا إلي أن هذه العملية لا تهدف لخلع العقيد القذافي وأكد انه لا توجد عملية عسكرية أرضية الآن ولا في المستقبل.
واعتبر الرئيس الفرنسي أن ما يحدث في ليبيا يمكن أن يخلق أحكاماً قضائية وتأكيد الثقة لدي الشعوب العربية , كما أكد أن الأوروبيين يدعون كل شخص متواجد في ليبيا للمشاركة في بناء ليبيا ديمقراطية جديدة.
اعترف علي الترهوني وزير المالية المعين في حكومة الثوار الليبيين بأن الثوار ارتكبوا أخطاء وأضاعوا بعض الفرص وأظهروا قدرا من التفكك وأكد أن الثوار الليبيين لا يفتقرون إلي المال. وأن الأيام القادمة سوف تشهد تطورا في الأنشطة التي سيقومون بها .
وقال الترهوني إن العقيد الليبي معمر القذافي كان يفرض حظرا علي العمل العام, ومن ثم فإن الثوار في حاجة إلي بدء تنظيم صفوفهم من جديد انطلاقا من نقطة الصفر مشيرا الي ان الثوار اضطروا في بعض الحالات إلي مواجهة القوات الليبية المسلحة بالحجارة فقط .
تخوفات بن غليون
من جانبه. أثار محمد بن غلبون رئيس الاتحاد الدستوري الليبي المناويء لنظام العقيد معمر القذافي شكوكا في طبيعة العمليات العسكرية التي تشنها قوات التحالف الدولي ضد القوات العسكرية والكتائب الأمنية الموالية للقذافي.
وأعرب بن غلبون عن تخوفه من أن الأمريكيين يعطون عمدا الوقت الكافي للقذافي لإحكام قبضته علي الغرب الليبي كله ليترك متربعا علي ثلثي ليبيا المتكون من إقليم طرابلس وإقليم فزان وبذلك يكون متحكما في أغلب النفط الليبي بعد أن استرجع راس لانوف والبريقة.
وفي تواصل للانتقادات الألمانية للعملية العسكرية في ليبيا اتهم وزير التنمية الألماني ديرك نيبل القوات الدولية التي تقوم بعمليات ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي في ليبيا بالنفاق وقال إن الدول التي تقصف ليبيا بحماس مازالت تحصل علي نفط من ليبيا .
ونفي نيبل المنتمي للحزب الديمقراطي الحر الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا . الاتهامات التي وجهت لبلاده بأن امتناعها عن التصويت كان مناورة إنتخابية وقال إن تفسير الامتناع عن التصويت أصعب بكثير في الحملات الانتخابية من تفسير التصويت علي القرار.
ووجه رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا انتقادات حادة للعملية العسكرية في ليبيا ووصفها بأنها أسوأ مهام الأمم المتحدة علي الإطلاق من حيث الإعداد وأكثرها فوضوية .
كما انتقد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله بشدة تهديد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لجميع الشخصيات الديكتاتورية العربية وقال انه يري نقاشا خطيرا للغاية لن يخلو من تداعيات صعبة جدا للمنطقة بالكامل وللعالم العربي بشكل عام.
تأتي تصريحات الوزير الألماني تعقيبا علي تصريحات ساركوزي التي قال فيها إن كل حاكم وتحديدا كل حاكم عربي يجب أن يفهم أن رد فعل المجتمع الدولي وأوروبا سيكون مماثلا اعتبارا من الآن فصاعد
إرسال تعليق