إعصار فيه نار فاحترقت ـ معجزة علمية
قال الله تعالى:
( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)) سورة البقرة.
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
ورد في لسان العرب قال الزجاج الإِعْصارُ الرياح التي تهب من الأَرض وتُثِير الغبار فترتفع كالعمود إِلى نحو السماء
وهي التي تُسَمِّيها الناس الزَّوْبَعَة وهي ريح شديدة لا يقال لها إِعْصارٌ حتى تَهُبّ كذلك بشدة
ومنه قول العرب في أَمثالها إِن كنتَ رِيحاً فقد لاقيت إِعْصاراً يضرب مثلاً للرجل يلقى قِرْنه في النَّجْدة والبسالة والإِعْصارُ).
مختار الصحاح: (الإعْصَارُ ريح تثير الغُبار فيرتفع إلى السماء كأنه عمود ومنه قوله تعالى { فأصابها إعصار }).
تعريف الإعصار علمياً
الإعصار: هو عبارة عن عاصفة هوائية عنيفة تتميز بغيمة مخروطية دوارة تدور حول مساحة من الضغط الجوي المنخفض
سرعتها لاتقل عن 74 ميل في الساعة تحدث هذه العواصف العنيفة بشكل خاص في مناطق أمريكا الوسطى والجنوبية إضافة إلى بعض مناطق الولايات المتحدة الأمريكية.
الإعصار الناري (A fire whirl): يسمى بالعامية نار الشيطان (fire devil)
وهو ظاهرة نادرة تحدث في ظل ظروف معينة (اعتمادا على درجة حرارة الهواء والتيارات)،
وهو إعصار يتكون من عامود من الهواء والنار له حركة دورانية وتتولد معظم الأعاصير النارية من حرائق الغابات
وقد لا يتجاوز مدة هذه الأعاصير عشرات الثواني أو الدقائق ولكن تحدث دمارا هائلا لكل ما تلاقيه في طريقها.
ففي أول سبتمبر (أيلول) 1923 ضرب "زلزال كانتو العظيم" مدينة طوكيو
فقتل من سكانها أكثر من 105 آلاف نسمة،
وسبب حرائق صغيرة تسببت بدورها في تسخين الهواء الذي تحول بسرعة إلى جاف ونتج عنه ارتفاع في درجة الحرارة تحولت معها كتلة هوائية إلى نوع من الإعصار الصغير صدف أن مر بأحد ألسنة النار المشتعلة فحمله معه كالزوبعة ومر على شبه جزيرة صغيرة اسمها نوتو، فبقي يعبث فيها بالنار طوال 20 دقيقة أحرق خلالها ثلثي المدينة تقريبا وقتل 38 ألفا من سكانها محترقين.
صورة لمدينة كانتوا في اليابان بعد أن ضربها إعصار ناري عام 1923م |
ومن دون أي زلزال ضرب إعصار ناري يوم الخميس 26-8-2010 مدينة أراساتوبا الواقعة إلى الجنوب من مدينة سان باولو في البرازيل فأشعل في بريتها وبساتينها وحقولها نيرانا هائلة، مع أنه لم يستمر سوى 30 ثانية فقط.
وهناك أبحاثا أجراها جيولوجيون وحسابات قام بها مؤرخون وعلماء بأحوال الطقس عبر التاريخ دلت على أن "حريق روما الكبير" لم يكن من فعل نيرون كما هو شائع،
بل من إعصار ناري مر على المدينة المصنوع معظم بيوتها من الخشب في العام 64 قبل الميلاد، فأتى عليها بالكامل،
أما نيرون فثبت للمؤرخين أنه كان في مدينة أخرى حين أبلغوه النبأ فأسرع ليشارك هو نفسه بإطفاء الحريق،
لكنه حين وصل وشاهد المدينة مشتعلة بالحرائق أمامه عرف بأن الإطفاء أمر مستحيل، فانهار وراح يبكي حزنا عليها.
صورة للإعصار ناري |
الإعجاز العلمي
القرآن الكريم يصف ظاهرة طبيعية نادرة تحدث في مناطق الغابات الكثيقة وهي الإعصار الناري
ومن المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعيش في جزيرة العرب في مكان صحراوي لم يشاهد في حياته أي إعصار ناري
فالأعاصير النارية تظهر وتتولد من حرائق الغابات الكثيفة، حتى سكان الغابات نادراً من يشاهدونها فكيف بساكن الصحراء.
والقرآن الكريم يضرب المثل به على الرغم انه لم يتم دراسة هذه العواصف ومعرفة أسبابها إلا من سنوات قليلة فقط
كان المعلومات المرتبطة بهذه الأعاصير هي معلومات خرافية فقط أعتقد الناس أن هذه العواصف النارية هي عبارة عن شياطين تحرق كل ما تصادفها،
ولذلك سموها لسان الشيطان.
فيديو عن الاعصار
مع تحياتى
محمد عطيه
إرسال تعليق