طرابلس، ليبيا (CNN) -- قال نائب وزير الخارجية اللليبي، خالد قائم، السبت، إن القوات الموالية للزعيم، معمر القذافي، انسحبت من "أجدابيا" في تأكيد لما أعلنه "الثوار" في وقت سابق بالسيطرة على المدينة الإستراتيجية.
وكان "الثوار" قد أعلنوا سيطرتهم على مدينة "أجدابيا"، ليل الجمعة، بعد مواجهات ضارية ضد كتائب القذافي.
وقال جلال الجلال، متحدث باسم المعارضة الليبية إن "الثوار" استولوا على المدينة بعدما قامت مقاتلات التحالف الدولي بقصف المزيد من الدبابات والعربات المدرعة التابعة لكتائب القذافي المتمركزة في مداخل "أجدابيا".
وأوضح الجلال أن "الثوار" يقومون بتمشيط شوارع المدينة، السبت، للتأكد من انسحاب كافة الفلول الموالية للقذافي.
وتأتي سيطرة "الثوار على "أجدابيا" بعد مواجهات عنيفة بين الجانبين للصراع في السيطرة على المدينة الإستراتيجية وذلك بعد أسبوع من انطلاق عملية "فجر أوديسا" لشل القوى العسكرية لنظام ليبيا وحماية المدنيين.
وفي وقت سابق، قال مسؤولون في الحكومة الليبية إن ضربات التحالف الجوية توفر الغطاء لتقدم "الثوار" نحو "أجدابيا"، التي تعد المدخل إلى معقل مدينة "بنغازي" معقل الثوار القوي."
وقال إبراهيم موسى، المتحدث باسم الحكومة الليبية: "هذا غير مشروع ولم يجري تفويضه من قبل مجلس الأمن الدولي."
ومن جانبها أكدت قيادات التحالف أن مهامها العسكرية تنحصر في تعزيز منطقة "حظر الطيران" فوق ليبيا وحماية المدنيين."
وأكد قائد قوات التحالف، الجنرال كارتر هام: "عندما نرى قوات النظام تهاجم المدنيين نفعل ما بوسعنا لوقف هذه الهجمات."
ودفعت المواجهات الضارية للسيطرة على "أجدابيا" بالمدنيين للفرار من المدينة التي قال شاهد عيان إن الجثث تناثرت في شوارع "دون أن يجرؤ أحد على استردادها ومواراتها، فحتى سيارات الإسعاف يجري استهدافها."
وقامت مقاتلات التحالف خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية بتفجير سبع دبابات تهدد المدنيين، بعضها في "أجدابيا"، وفق القوات الدولية الجمعة.
وحمل نظام ليبيا قوات التحالف مسؤولية الإيقاع بنحو 114 قتيلاً منذ بدء عملية "فجر أوديسا" دون أن يفصح إذا ما كان القتلى من المدنيين.
وقال الأدميرال بيل غورتني من البحرية الأمريكية: "الضحايا المدنيون الذين نعلم بمقتلهم هم من قتلوا على يد الحكومة الليبية ذاتها."
هذا ومن المتوقع أن يتسلم حلف شمال الأطلسي "ناتو" قيادة السيطرة على منطقة "حظر الطيران" من الولايات المتحدة إما اليوم السبت أو الأحد.
والجمعة، انتقد عضو في الحكومة الألمانية الدول التي تشارك في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1973 بفرض حظر جوي على ليبيا وحماية المدنيين.
وقال وزير التنمية الألماني ديرك نايبل، في برنامج حواري على التلفزيون: "أجد من الغريب أن الدول التي مازالت تحصل على النفط من ليبيا تقوم بقصف المكان بسعادة.. أعتقد أنه قبل التدخل العسكري، كان يجب استنفاد الوسائل غير العسكرية في الضغط."
واضاف نايبل أيضاً أنه يعتقد أن الحملة ستطول وقد تحتاج إلى إرسال قوات برية في المستقبل، لحسم الأمر، مشيراً إلى أن الناس، أي الألمان، سيكونون سعداء بقرار الحكومة الألمانية الذي اتخذته والمتمثل بعدم التورط.
وكانت البحرية الألمانية قد سحبت قطعها البحرية في البحر المتوسط من قيادة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لعدم رغبتها في المشاركة في قرار حظر الأسلحة على ليبيا.
وقال متحدث باسم البحرية الألمانية، رفض الكشف عن هويته، إن كل السفن الحربية الألمانية في مياه المتوسط والتي تخضع لقيادة "الناتو" أعيدت للقيادة الوطنية، والأمر ذاته ينطبق على طائرات الإنذار المبكر "الأواكس"، بحيث أنه لم تعد تخضع لقيادة الناتو الآن.
وأشار المتحدث باسم البحرية الألمانية إلى أن الوحدات البحرية لن تشارك في قرار فرض حظر الأسلحة الذي يفرضه حلف الناتو على ليبيا.
ويسرى القرار على وحدات البحرية الألمانية التي كانت خاضعة لقيادة الناتو، ولا يسري على تلك التي تتبع المهام الدولية في قوات اليونيفل العاملة في لبنان.
يشار إلى أن ألمانيا كانت قد امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي يقضي بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا وحماية السكان المدنيين، وهي بذلك حذت حذو الصين وروسيا والبرازيل والهند
إرسال تعليق