ابن ظاهر
الشاعر النبطي المعروف ولد في الخرّان وعاش متنقلاً بين المناطق والأماكن والبلدان وارتبط بالصحراء وعاش حياة بدوية صرفة،
وكانت أشعاره تعبر عن البيئة الصحراوية ولهجة البدو الذين يقطنون في المنطقة الواقعة من الخرّان وحتى الربع الخالي جنوباً وشمالاً،
ويعيش في هذه المنطقة البدو الذين يتميزون بلهجة قريبة من الفصحى إن لم تكن أكثر اللهجات إنتاجاً للأدب الشعبي من أشعار نبطية وألغاز وأمثال وحكايات وفنون كلامية··
وتتميز حياة ابن ظاهر بالتنقل والترحال ومن كثرة ترحاله تعرف على الناس واحتك بالجماعات المختلفة،
وقد ساعد ذلك في تنوع ثقافته إلى جانب قدرته على سبك المعاني والأمثال والألغاز··
وفي حياة ابن ظاهر الطويلة التي امتدت حسب مايرويه لنا الشعراء والرواة إلى تسعين عاماً الكثير من التجارب
بعضها تروى على شكل ألغاز وحكم وردت في جمل أدبية وقصصية وظلت متداولة بين الناس،
وبعضها قصائـد وأشعار محفوظة، وأخيراً دونت وسجلها بعض الشعراء والدارسين·
ومن الألغاز الشعبية لابن ظاهر ما يروى عن ضيوف جاؤوه من الجنوب وهو لا يملك ما يقدمه لهم،
فأشار عليهم بالذهاب إلى خيمة قريبة من بيته،
وبعد ذلك لحق بهم ودار بينه وبينهم حوار طويل طرح في آخر حديثه لهم هذا اللغز الذي يقول فيه :
كبش وديج وعنزين
واربعتعش
ثنتين مبينات
والباقي خاملات
ويا خاطر قم تعشّ
وتفسير اللغز الكبش والديك أي كبش سمين·
أما عن عنزين فتحمل معنيين أولاً وعاء زين أي نظيف وجميل أو (عنزين) من الأغنام ومفردها عنز وأربعة عشرة السماوات العليا وهي سبع سماوات والأراضين السبع·
ويروى هذا اللغز بطريقة أخرى إذ يقول ابن ظاهر :
كبش وديك وعنزين
قم يا خاطر اتعش
ما معنى أربعتعش؟
وهناك الكثير من الألغاز المعروفة التي أبدعها ابن ظاهر
إذ يروى عنه أنه كان بين بوشه وهي الجمال يرعى البعران
وجاءه ضيوف لكنهم متشككون فيه وما إن اقتربوا منه حتى قال لهم : من أنتو؟ قالوا : اللي على إيدك اليمنى·
قال : يا حيا بخاتم· وهذا هو اسم الرجل الأول من الضيوف·
وسألهم : ومن خويك هذا ؟
قالوا له : جرابك العامي·
فقال : يا مرحبا (بعتيق) الرجل الثاني من الضيوف·
وقالوا عن الثالث : خذ من العشرة ثلاثة· فقال :
أهلاً بالسبع·
وما إن أجاب ابن ظاهر عن ألغازهم حتى عرفوه فقالوا له :
والله أنته ابن ظـاهر محد غيرك·
فقال لهم : صدقتو ( صادقين )·
مع تحياتى
محمد عطيه
إرسال تعليق