في عام 1951 اقترح الفلكي جيرارد كيوبر (Gerard Kuiper)
أن المذنبات المنتظمة ذوات القترة القصيرة لابد وأن تكون قد أتت من منطقة أو مكان ما بعد كوكب (نبتون)،
واقترح أن هناك ركام وبقايا من النظام الشمسي
ما زالت هناك.هذه الفكرة تعززت بإدراك العلماء
بأنه ولابد من تواجد مجموعة منفصلة من المذنبات
(أطلق عليها مسمى عائلة المشتري)
هذه المجموعة تتصرف بنحو مختلف
عن تلك المذنبات التي تأتي من المسافات البعيدة جدا لغيمة أورت (Oort)،
كما أنها تدور حول الشمس في فترة تكون أقل من عشرون عاما
(مقابل 200 مليون عاما لما في سحابة أورت)،
وبسبب أن مداراتهم تقع قرب مدار الأرض حول الشمس،
وبالإضافة إلى أن كل تلك المذنّبات تدور حول الشمس وفي نفس الاتجاه
مثل باقي كواكب المجموعة الشمسية.
وتأكدت فرضية كيوبر في أوائل الثمانينات
عندما استخدم الحاسوب في أعمال محاكاة تشكل النظام الشمسي،
وطبقا لهذه المحاكاة فإن هناك قرص من الحطام يمكن أن يتشكل طبيعيا حول حافة النظام الشمسي،
وطبقا لهذا السيناريو فإن الكواكب تتكتل بسرعة في المنطقة الداخلية من المحيط النجمي للشمس،
والحطام المتبقي سوف يبعد ويتجمع بتأثير جاذبية الشمس،
وبذلك فإن المنطقة التي ما بعد نبتون (آخر العمالقة الغازية)
يجب أن تكون هي حقل الحطام للأجسام المبعثرة والمتجمدة التي لم تلتئم لتشكيل كواكب.
ظل حزام كيوبر نظرية صحيحة نظريا دون وجود دليل مادي يدعمها حتى عام 1992م
عند تم كشف جسم يبلغ قطره 240 كيلومتر ( سمى 1992QB1 )
في منطقة الحزام المشكوك فيها،
تبع ذلك اكتشاف عدة أجسام بأحجام مماثلة لتؤكد وجود هذا الحزام،
وبسرعة أصبحت النظرية حقيقية صحيحة.
لهذا فإن حزام كيوبر هو منطقة في الفضاء على هيئة قرص تقع بعد مدار نبتون
وعلى بعد حوالي 50 وحدة فلكية،
وتحتوي على الآلاف من الأجسام المتجمدة الصغيرة،
وهو يعتبر مصدر مذنبات الفترة القصيرة.
ويعتبر حزام كيوبر مهما لدراسة النظام الشمسي
حيث أنه من المحتمل أن تكون هذه الأجسام هي بقايا بدائية جدا من المراحل المبكرة لتكون النظام الشمسي،
كما يعتقد على نحو واسع بأنه مصدر مذنبات الفترة القصيرة،
ويعتبر كمخزن لهذه الأجسام.
ويعتقد بعض العلماء بأن تريتون وبلوتو مع قمره كارون
مجرد أمثلة لأجسام من هذا الحزام،
وطبقا للدراسات فيتوقع وجود ما يزيد عن مئة ألف جسم في هذا الحزام
يتعدى قطرها الخمسون كيلومتر
علاوة علي بلايين المذنبات التي تدور هناك،
وقدر العلماء كتلة الحزام بعشر مرات كتلة الأرض.
والحزام يتكون من جزء داخلي على بعد حوالي 50 وحدة فلكية
وجزء ثان خارجي تتوزع أجسامه علي بعد 100 وحدة فلكية.
ويعتقد العلماء أن أجسام الحزام تتكوّن من جليد الماء والصخور وبعض المواد العضوية والمعقّدة،
ولونها يتدرّج من الرمادي والأحمر وأسطحها غامقة تماماً،
وتعكس من ٣ ـ ٢٥% من كميّة الضوء الذي يقع عليها،
ودرجة الحرارة ـ ٢٢٠ درجة مئوية ولا تتعدى الصڧر المطلق.
محمد عطيه
إرسال تعليق