انه لمنظر مهيب حقا منظر المذنب الضخم ذي الرأس المتألق والذيل المضيء الممتد بعيدا عبر السماء
من السهل أن نفهم كيف أن المذنبات من هذا النوع قد نشرت الرعب في الأزمنة القديمة،
حيث كانت المذنبات تعتبر دائما نذيره شؤم،
ولم يزل الرعب الذي تثيره في القلوب حيا عند بعض المجتمعات البدائية
ومما ورد في الوثائق التاريخية الأثرية القديمة ما وجد في التاريخ الصيني
من تسجيل يتحدث عن ظهور مذنب هالي في سماء الصين عام 1057 قبل الميلاد
وكذلك ورد في الوثائق التاريخية القديمة
إنه في عام 66م ظهر في سماء القدس جرم معلق في السماء يسطع نوراً وله شكل السيف،
وظل يرى لمدة عام كامل وكانوا يعتقدوا إنه يشير إلى غضب الرب مما يرتكبه البشر من ذنوب
وفي عام 223 هـ الموافق 837 م ظهر في الأفق الغربي من سماء بغداد مذنب
تبين في ما بعد أنه مذنب هالي وظل الناس يرونه لمدة أربعين ليلة
وكان في تلك السنة قد قرر المعتصم بالله غزو عمورية معقل الروم،
فنصحه المنجمون بأن يؤخر حملته حتى غياب المذنب أو إلى حين موعد قطاف العنب والتين لتحقيق النصر على الأعداء،
ولكن المعتصم لم يسمع لهم وقاد جيشه إلى عمورية وانتصر وهدم المدينة وأسر كثير من الروم
فقال أبو تمام قصيدته البائية المشهورة والتي قال فيه:
وخوفوا الناس من دهياء مظلمة إذا بـدا الكـوكب الغربـي ذو الذنب
والعلم في شهب الأرماح لامعة بين الخميسين لا في السبعة الشهب
وفي عام 1066م شوهد مذنب يتحرك ببطء
وقد رسمه احد فناني العصور الوسطى واعتبره النورمانديون بشارة لهم
فغزا وليام الفاتح إنكلترا
وقد وصف هذا المذنب في الوثائق النورماندية التاريخية ما يلي
ظهرت علامة في الغرب وهي عبارة عن نجم كبير جدا له أشعة بلون الدم
برز مساء بعد مغيب الشمس
ومكث في السماء سبعة أيام
وأدى ظهوره إلى وقوع حروب داخلية
وإلى غزو الكومان المغوليين للأراضي الروسية ,
إن نجم الدم هذا ينذر دائماً بالقتال
وفي عام 1301 م ظهر مذنب في سماء أوربا ورسمه الرسام الشهير جيوتو
في لوحة فنية زين به كنيسة سكروفنين في مدينة بادو الإيطالية
ورسمه في موقعه بين برجي الحوت والدلو
وفي عام 1378م ظهر نجم ذو ذنب له شكل الحربة واستمر عدة أيام في الشرق قبل الفجر
وكان علامة شؤم حيث غزا التتار الأراضي الروسية
ويزعم أن البابا كاليكستوس الثالث أصدر حرماناً كنسياً لمذنب هالي
في أعقاب تزامن ظهوره عام 1456م
مع هجوم كبير شنه الأتراك على جنوب شرق أوربا
والتي فتح فيها محمد الفاتح رحمه الله القسطنطينية،
وبعدها بعشر سنوات أي في عام 1466م ظهر مذنب في سماء أوربا وتخوف الناس منه
ونغص عليهم احتفالات عيد الميلاد
وفي عام 1811م ظهر المذنب في أوربا فربط الناس بينه وبين الثورة الفرنسية وحروب نابليون مع الروس
محمد عطيه
إرسال تعليق